إشاعة: “بحكوا ألمانيا بدها تسكّر”

• مقدمة عن “التشاؤم”

أنا أخصائئ أعصاب وعلمت عن إمكانية التخصص الطبي في ألمانيا بالضبط في أول شهر بعد تخرجي من كلية الطب في شهر ستة من عام 2013. في ذلك الوقت، لم يكن هناك الكثير من الأطباء الأردنيين والأجانب في ألمانيا.

دائما السؤال في عنوان المقالة كان يتكرر في عام 2013 وخلال كل السنوات الماضية وبصيغ كثيرة:

“حكولي ألمانيا بدها تسكر… ألمانيا بطل فيها نقص… الدكاترة مش رايحين يلاقوا شغل…”

طبعا عدد كبير من زملائي قرأ هذه الإشاعات وقرر عدم القدوم لألمانيا.

إذا كان لديك أدنى شك عن نقطة معينة أو لم تفهم أي معلومة، اسأل في أي وقت على جروب فاخ آرزت يتست (Facharzt JETZT 🇩🇪) الرئيسي على الفيسبوك وعلى التيليجرام. نذكركم أن هذه المقالة هي مقالة إرشادية لمساعدتكم على فهم الأمور ولا يجب أن تعتمدوا عليها فقط. يجب دائماً العودة إلى المواقع الرسمية.

• النقص لا يزال موجودا وهو هائل

الذين يعملون حاليا في ألمانيا يمكنهم أن يأكدوا لك كمية النقص الهائل في عدد الأطباء في أغلب المستشفيات. ولكن لنتحدث بلغة الأرقام والإحصائيات.

حسب إحصائيات نقابة الأطباء المركزية الألمانية، بلغ عدد الأطباء الأجانب في ألمانيا في عام 2022 رقم 59833 طبيب وطبيبة. للمقارنة، كان هذا الرقم عام 2013 هو 31236 أي بزيادة قدرها 191.6%.

طبعا أعداد الأطباء الأجانب هذه هي أقل من النسب الحقيقية وذلك لأن أغلب الأطباء خلال 6 إلى 7 سنوات يحصلون على الجنسية الألمانية وبالتالي يعتبرون ألمان الجنسية ولا يدخلون في هذه الإحصائيات أعلاه. أضف إلى ذلك إلى أنه على الأقل 10 بالمية من خريجي كليات الطب في ألمانيا هم أجانب وهؤلاء يحصلون خلال سنة إلى سنتين بعد تخرجهم على الجنسية الألمانية.

• سبب التشاؤم

أحد الزملاء (الدكتور محمد زياد السعودي له كل الإحترام) دائما كان يقول، أن فقط الأشخاص الذين لديهم مشاكل في معادلة شهاداتهم أو إقاماتهم هم الذين يقومون بنشر هكذا معلومات أو يقومون بالتحدث عن إستحالية بدء العمل في ألمانيا. بينما الأشخاص الذين نجحوا بالإمتحانات فهم يبدأون بالتعلم للتخصص وعمل المناوبات وجمع المال وشراء السيارة الفارهة والزواج وطبعا لا يدخلوا على الجروب ليتحدثوا عن هذه الإنجازات. الجروبات في الإنترنت موجودة للمساعدة للأشخاص الذين لديهم مشاكل.

• النقص مستمر للأسباب التالية

• قوانين العمل الألمانية على مرور السنوات الماضية حددت من عدد الساعات القصوى التي يسمح للمقيمين العمل بها خلال الأسبوع (حوالي 50-55 ساعة) وعدد المناوبات الشهرية (اكثر شي 4-5 مناوبات، مع ضمان وجود نهايتي أسبوع Weekend عدد 2 بدون مناوبات). هذا بالطبع عدد ساعات عمل قليل جدا مقارنة مع دول كثيرة بالعالم. بالتالي المستشفيات ستحتاج عدد مقمين أكثر. قبل حوالي 20 سنة كان الأطباء في ألمانيا يعملون لحد 36 ساعة متواصلة!!! هذه الأرقام موجودة طبعا للأسف في بعض دول العالم لحد الآن. حتى في أمريكا عدد ساعات عمل المقيمين أكثر بكثير من ألمانيا، بنفس الراتب تقريبا.

• زيادة عدد سكان ألمانيا الهائل خلال السنوات الماضية بسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا. وما يزال هناك تدفق هائل للاجئين لألمانيا.

• الزيادة القليلة جدا في عدد كليات الطب وخريجيها في ألمانيا. تكلفة تدريس الطب في المانيا على الحكومة عالية جدا ولحد الآن يبدو أن الحكومة تختار الحل الأرخص وهو إستقبال أطباء “جاهزين” من الخارج بدل من تدريس أطباء في ألمانيا

• Work-life balance: الجيل الجديد من الأطباء في ألمانيا، وحتى بعد بضع سنوات الأطباء الأجانب أنفسهم، يريدون العمل لعدد ساعات قليلة وعدم عمل مناوبات والدراسة بشكل قليل. لذلك، هناك نسبة كبيرة من الأطباء والطبيبات الذين يعملوا بشكل جزئي عدا عن موضوع أن الأغلبية لا تريد عمل مناوبات أكثر من عدد الساعات المطلوبة رسميا منهم. الطبيبات في ألمانيا يمكنهن أيضا الغياب عن عمل لمدة سنتين في حالة الولادة. طبعا الراتب مدفوع بقيمة 60%.

• ليس لديك حجة للتشاؤم إذن

خرجيي دول مثل الهند أو الصين أو للأسف بعض الدول العربية كسوريا ومصير يضطرون في أغلب الأحيان أو كلها (في حالة بعض الدول) لعمل إمتحان المعرفة الطبية وبالتالي فطريقهم هي على الأقل سنة لسنتين أطول.

خريجي دول مثل الأردن يحصلون تقريبا بشكل كامل على معادلة شهاداتهم. فبالتالي خريج الأردن يجب أن يتذكر هذه المعلومة وأن طريقه أسهل جدا من طريق خريجي دول ثانية.

• فيديو ذو علاقة للزميل الدكتور أحمد نزال

يمكنك متابعة قناته فهو لديه الكثير من الفيديوهات عن موضوع التخصص الطبي في ألمانيا